الجمعة، 28 مايو 2010

4/علم نفس / مستوى ثاني ..

أرخيت أفكاري المجنحة على كرسي انتظار , وظللت أقف على رأسها أهش عنها كل ما يمكنه حجب الرؤية , تتخطف بصري حينها مجموعة ألوان مجنونة تحوم حولي , ليتشكل تفكيري كله على هيئة سؤال بسيط " هل هن طالبات علم نفس حقاً ؟" , فلم إذن كل هذه الألوان وكل هذا الضجيج , أين الاستغراق والصمت والبحث في المحيط , أين البحوث والأوراق والكتب والدراسات , الأمراض والتشخيصات ..
السلام عليكم ..
"أفيق من غيبوبة السؤال إلى لجة إجابة : ووو عليكم السلام ..
علم نفس أم متطفلة ..؟ .
علم نفس / مستوى ثاني ..
أهلاً بي " علم نفس مستوى ثالث ", وتبدأ في ضحك ضاع سببه !!
ابتسم لها على مضض , عيني تتصفحها , تبدو صاخبة جداً خاصة اللون الأصفر في قميصها والأصباغ على وجهها , إنها مزعجة جداً , يرسم وجهي علامة إزعاج كبيرة , تكبر أكثر بعد سؤالها عن اسمي " ..
اسمك ..!
أنا " وفي محاولة لقتل أي أسئلة محتملة " (إنما آي) , وفي داخلي خبث انتصار , ليسقط انتصاري دفعه واحدة ويرتطم بالأرض عندما مدت يدها وصافحتني وصفعتني بقولها (وأنا أكيرا ) , تدفعني بيديها وتضيَّق الخناق على أفكاري لترتب لنفسها مكان أوسع .
• للأسف البعض يظن أنه يجب عليه كسر صمت الآخرين , يظن أن من الأدب إقحام الطرف الآخر في أسئلة وأجوبة بلا معنى ولا تؤدي لمعنى , سوى الحديث والحديث , يزعمون قتل الوقت , ولا يدركون أنهم بذلك يساعدون الوقت على قتلهم .
على عكس توقعاتي كانت , لم تتطرق للفلم ولا للشخصية بطرف كلمة , واكتفت تماماً بقولها " أحببتها / ولكن ما لذي جعلك تختارينها بالذات , هل في داخلك صمتها وانتقامها , أم كونها تقوم بواجبها بكل حب ورضا , وتكمل طريق هي ضحية فيه " .
قطعاً لا , ربما لأن كل عمل خير تظنه , تقوم به , إنما هو يأخذها بيدها للجحيم , أو ربما كان يأسها السبب .
هل أنت يائسة ..؟
اكتفيت بابتسامة بمعنى( هذا لا يعينك ) !
• أن تكون في ساحة قسم علم النفس , هذا يعني أنك محاصر كلياً , أنه في أي لحظة قد تقع محل دراسة , تشبه في هذا فأر تجربة , كل نظرة هي تسرق منك سراً , فكيف هو حال الأسئلة , والغريب في الأمر أن جميع أحاديث طالبات القسم تشبه تحقيق , تغلب عليهم كثرة الأسئلة الدقيقة والتفصيلية , لن تشعر براحة هنا مطلقاً , حال العادل القويم عندما يكون مجبراً للاعتراف للكنيسة بأشياء لم يقترفها فقط ليتخلص من وسوسته .
وانجرف الحديث كما يحدث دائماً , لكن على غير عادة , تطور بسرعة , ليصل حدود قراءة الكف , بسرعة فائقة , بسطت يدي و أمسكت بالقلم الأزرق الجاف , وأخذت تخط / خط القلب , خط الحياة , خط الرأس , هضبة المشتري / زحل / الشمس / عطارد / المريخ / القمر / الزهرة ..
ثم أردفت بعد تفكير عميق منها , أنت شخصية طموحة , تحبين الفنون الجميلة وتملكين قدر من الحيلة , خيالك خصب ولكنك قاسية , وعاشقة من الطراز الأسطوري ..
يخرجنا من تركيزنا , "نوكيا تاون" , أسحب كفي من بين يديها , وأسحب الحقيبة , أعلم أنه السائق , موعد العودة , صافحتها بسرعة , ولبست عبائتي وهي تتكلم عن موضوع تبادل الأرقام إن أمكن , وأنا أصم أذني , أحاول بذلك أن أتخفف من البشر ..
خذي رقمي ..
أنا في عجلة من أمري , ليكون في المرة المقبلة ..
وكيف "
دعيها للقدر ..
.

3/في طريقها "

عندما كنت أتصفح ملامح الوجوه المتأملة في حب بشري خالص , على الأحلام البسيطة التي لا تتجاوز الموقع عدى كونها ستتجاوز الواقع , على التعليقات المكررة فعلاً والتي لا تخرج عن معنى " نيالك " , كنت أشعر بسعادة في داخلي لهم , فرح بسيط من أجلهم , وألم في داخلي على الخيبة التي ستنتظرهم بالخارج , خارج هذه المرحلة الثانوية , فتلك التي تخبرنا عن حبهما المتبادل ونظرات العشق الغارقة لكليهما ستعلم أنه كان ينظر في داخلها لأخت متوفاة وأخ يكبرها بـ12 سنة , وشد القميص كي لا تقع لا يعدو كونه عمل إنساني بحت , وهذه بالذات ستجد أنها مجرد عابرة في حين كان يغني لأخرى سبقتها ..
هم يظنون الحب بسيط جداً وجداً ببساطة يقع , وبالبساطة ذاتها يتكرر , وبالبساطة أيضاً يمكن أن يرحل , وأؤمن جداً بفكرتي , وحده " الجان " من يدرك أهميتي , من يعرف كينونتي , من يعلم من أكون وماذا أكون , ماذا يريد وماذا أريد " غير الجسد ", حب من الروح للروح , كنت أبسط لهم فكرتي على قدر الإستطاعة , ولا أزال أرى على وجوه استفهاماتها , حتى كففت ..
.
أردت جداً إخبارهم عن ذلك الشاب الذي في كل طريق أجده وفي كل مكان أراه , كيف أنه يتتبعني كظل لا يغادرني حتى المساء , حتى فاض بي أمري , وأنه ذات مرة لحقني حتى حدود الحرم , وبقلب ينتفض كعصفورة طرت , وارتميت بين يدي تلك الأم المصرية " تلك التي تقبلني كلما رأتني لأني أذكرها بابنتها دائماً, في نفس الوقت الذي انهالت علي قبل خروجي صادق لعنات أمي" , احتضنتها بخوف وأنا أشير لها في صدري عميقاً " هذه هي الأم " , أحدثها عنه برجفة وأبكي وكأني ارتكبت بلحاقه لي إثم يوجب الرجم , وأن في نظراته نحوي ما يوجب الغُسل ..وتبتسم كون من سكينة , " والله وكبرتي يا بنتي والرجالة بدت تلف حواليكي , بس بس بس , وليه خايفه الخوف ده كله وفيها إيه بئه وهوه فيها حاجة لما تحبوا بعض وتتجوزا بعض وتعيشوا لبعض على طول " , وأخذتني لحضنها بقوة اطمئنان وطبطبت بحنان " يآه يبقى أكيد في حد بيلاحق رانية وأنا هنا ومش حاسة " وأخذت تبكي ..
وكنت أعلم أن رمضان سيرحل أيضاً وستغيب أم رانية وستفرح رانية بقلب أمها وسأحزن أنا على عودة الخوف للوطن , بحلم منتوف الجناح ونصف أحلق ..
وهي هناك وما عندها ش حد تحكي له " وأخذت تبكي ..
وكنت أريد إخبارها أن لا تخاف على رانية ولا تبكي , أن رانية ستخبرها في الوقت المناسب عن الحب لن تخاف ولن تخجل , وأنها أصلاً ليست بحاجة حب بجانب حب أمها , وبرجاء "فلتبقي معي فقط سنتين حد الفطام ..
ولكني أعلم أن رمضان سيرحل , كما أن أم رانية سترحل وستفرح رانية بقلب أمها وسأحزن أنا على عودة الخوف للوطن , بحلم منتوف الجناح ونصف أحلق , ومن تاريخها لم أحاول قط لقاء "تلك الأم " ..

نسيت أخبركم أن المتعقب , كف عن المحاولة أخرى , فقط لأني لوحت له بيدي وابتسمت , يبدو أنه لا يحب في الحب سوى المطاردة , وأنا متعبة من الجري وابحث عن حب استوطنه ..

"وفيها إيه لما تحبوا بعض وتتجوزوا بعض ..!"
فيها كل اللعنات يا أم رانية , فيها كل الكبائر , لا يتعلق الأمر فقط بالعادات والتقاليد , ولا له يد في حب التقليد عند صديقاتي , ولكن لأن أول من سيطعنك في خاصرة قلبك من حاربت الكون لأجله , ففي وطني يفصل البشر بين الحب والزواج , بين الزوجة والعشيقة , بين الأم المربية لأولاده وبين الأم المربية له , يكثر التناقض في وطني , و يختل توزاني , فأرفض الدكتور والمهندس وحتى المدرس , أرفض الزواج , وأرفض الحب , وأكرس ذاتي لدراستي الجامعية ..

2/حصة فراغ عاطفي !

التاريخ " ../../1421هـ الموضوع : حصة فراغ ها ها ها
أحبها ولكني أكره أحاديثها الغير مفهومة , خاصة عندما تشمخ بأنفها معتدَّة بذاتها , هذا يشعرني بغباء فائق يسيطر علي لحظتها , بدهشة أفتح لها فمي , أنا جداً بلهاء أمامها ..
لا أنسى كيف تجمَّعنا في دائرة شائكة في الصف الثاني ثانوي تحديداً , وبأعين معلقة على الباب وبهمس وخوف شديد وأشد حذر " نتحدث عن الحب " , لم يكن عن الإغراء ولا عن الفتيان ولا عن مكالمات منتصف الليل , فقط عن الحب , " وغالباً كان الحب المتواجد حينها عصفور رقيق يحوم حول " ولد الجيران / ابن العم / ولد الخالة / الطبيب المناوب " , وكل واحدة كانت تتحدث وترسم حلم وردي بأجنحة , والأخريات يتابعون بعيون تتشكل على هيئة قلب , عن كيف أنها كادت تسقط وجذبها / كانت عابرة وغنى لها / كانت تريد أن تصعد فكسر كعبها وابتسم لها " .
كل ذلك وهي صامتة إلا قليلاً من ضحكات " نعلم حقيقة أنها سخرية " , وبين الضحكة والأخرى تعلق الفتيات بحنق كمن لا يرغب في التشويش الحاصل منها " بعدين نشوف " , إلى أن حان دورها ..وبثقة عمياء قالت , "لا أحد يستحق حبي إلا ولد إبليس أو جني " , وبدأت تفسر ذلك الحب , حتى رن الجرس منذراً بحصة الكيمياء ..
والغريب في الأمر , أن الحديث عن الحب أخذنا بعيداً معه عن الشرح , إلا هي كانت متوقدة جداً أذكر .

وكأنها ألقمتنا فكرة مسمومة , علقتنا معها في سوء فهم , الكل يبدو شارد في " الحب الأسطورة " , الكل يرفع رأسه لأعلى وينظر بفضول " وصوت نوافذ تتفتح إلى الأفق , لأحلام أكبر وأحداث أعظم , رؤوسنا كخشب مسندة , ووحدها من يملك أن يتلفت " وتكتم سعادتها "

1/إنما آي !

أنا هي ..
إنما آي ..
وهنا مخلوق لا أدري أي طريق سيسلك ..
وأي كائن سيغدوه "
خذوه أو فاتركوه ..
.