الجمعة، 28 مايو 2010

3/في طريقها "

عندما كنت أتصفح ملامح الوجوه المتأملة في حب بشري خالص , على الأحلام البسيطة التي لا تتجاوز الموقع عدى كونها ستتجاوز الواقع , على التعليقات المكررة فعلاً والتي لا تخرج عن معنى " نيالك " , كنت أشعر بسعادة في داخلي لهم , فرح بسيط من أجلهم , وألم في داخلي على الخيبة التي ستنتظرهم بالخارج , خارج هذه المرحلة الثانوية , فتلك التي تخبرنا عن حبهما المتبادل ونظرات العشق الغارقة لكليهما ستعلم أنه كان ينظر في داخلها لأخت متوفاة وأخ يكبرها بـ12 سنة , وشد القميص كي لا تقع لا يعدو كونه عمل إنساني بحت , وهذه بالذات ستجد أنها مجرد عابرة في حين كان يغني لأخرى سبقتها ..
هم يظنون الحب بسيط جداً وجداً ببساطة يقع , وبالبساطة ذاتها يتكرر , وبالبساطة أيضاً يمكن أن يرحل , وأؤمن جداً بفكرتي , وحده " الجان " من يدرك أهميتي , من يعرف كينونتي , من يعلم من أكون وماذا أكون , ماذا يريد وماذا أريد " غير الجسد ", حب من الروح للروح , كنت أبسط لهم فكرتي على قدر الإستطاعة , ولا أزال أرى على وجوه استفهاماتها , حتى كففت ..
.
أردت جداً إخبارهم عن ذلك الشاب الذي في كل طريق أجده وفي كل مكان أراه , كيف أنه يتتبعني كظل لا يغادرني حتى المساء , حتى فاض بي أمري , وأنه ذات مرة لحقني حتى حدود الحرم , وبقلب ينتفض كعصفورة طرت , وارتميت بين يدي تلك الأم المصرية " تلك التي تقبلني كلما رأتني لأني أذكرها بابنتها دائماً, في نفس الوقت الذي انهالت علي قبل خروجي صادق لعنات أمي" , احتضنتها بخوف وأنا أشير لها في صدري عميقاً " هذه هي الأم " , أحدثها عنه برجفة وأبكي وكأني ارتكبت بلحاقه لي إثم يوجب الرجم , وأن في نظراته نحوي ما يوجب الغُسل ..وتبتسم كون من سكينة , " والله وكبرتي يا بنتي والرجالة بدت تلف حواليكي , بس بس بس , وليه خايفه الخوف ده كله وفيها إيه بئه وهوه فيها حاجة لما تحبوا بعض وتتجوزا بعض وتعيشوا لبعض على طول " , وأخذتني لحضنها بقوة اطمئنان وطبطبت بحنان " يآه يبقى أكيد في حد بيلاحق رانية وأنا هنا ومش حاسة " وأخذت تبكي ..
وكنت أعلم أن رمضان سيرحل أيضاً وستغيب أم رانية وستفرح رانية بقلب أمها وسأحزن أنا على عودة الخوف للوطن , بحلم منتوف الجناح ونصف أحلق ..
وهي هناك وما عندها ش حد تحكي له " وأخذت تبكي ..
وكنت أريد إخبارها أن لا تخاف على رانية ولا تبكي , أن رانية ستخبرها في الوقت المناسب عن الحب لن تخاف ولن تخجل , وأنها أصلاً ليست بحاجة حب بجانب حب أمها , وبرجاء "فلتبقي معي فقط سنتين حد الفطام ..
ولكني أعلم أن رمضان سيرحل , كما أن أم رانية سترحل وستفرح رانية بقلب أمها وسأحزن أنا على عودة الخوف للوطن , بحلم منتوف الجناح ونصف أحلق , ومن تاريخها لم أحاول قط لقاء "تلك الأم " ..

نسيت أخبركم أن المتعقب , كف عن المحاولة أخرى , فقط لأني لوحت له بيدي وابتسمت , يبدو أنه لا يحب في الحب سوى المطاردة , وأنا متعبة من الجري وابحث عن حب استوطنه ..

"وفيها إيه لما تحبوا بعض وتتجوزوا بعض ..!"
فيها كل اللعنات يا أم رانية , فيها كل الكبائر , لا يتعلق الأمر فقط بالعادات والتقاليد , ولا له يد في حب التقليد عند صديقاتي , ولكن لأن أول من سيطعنك في خاصرة قلبك من حاربت الكون لأجله , ففي وطني يفصل البشر بين الحب والزواج , بين الزوجة والعشيقة , بين الأم المربية لأولاده وبين الأم المربية له , يكثر التناقض في وطني , و يختل توزاني , فأرفض الدكتور والمهندس وحتى المدرس , أرفض الزواج , وأرفض الحب , وأكرس ذاتي لدراستي الجامعية ..

ليست هناك تعليقات: